المدير العام Admin
عدد المساهمات : 66 نقاط : 139 تاريخ التسجيل : 06/12/2010
| موضوع: من قصص الأجداد ( 2 ) الإثنين ديسمبر 06, 2010 12:46 pm | |
| من قصص الأجداد ( 2 )
العين حق كلنا يعرف ذلك .. تراثنا وتراث آبائنا وأجدادنا , حكى لنا العجب العجاب من قصص العين و ( الحسد ) و ( النحت ) و( النضل ) , كما يسمى بمختلف لهجاتنا المحلية .. كان يشاع دائماُ أن العائن قديما يطلق تشبيها على مايعينه , وهذا سبب العين , فهو يثير الإنتباه إليها , وعادة ماتكون هذه التشبيهات طريفة ومضحكة .. وقد يعين الشخص نفسه أو أبناءه وأحباءه , أو أيا كان ممن لا يعرفهم .. وهذا بلاء لذلك كان بعض الناس قديما يقيمون صلاة الميت على العائن ليكف شره عن الناس .. حكاية طريفة لرجل ( نضل ) أو عان نفسه , أو أصاب نفسه بالحسد , يتداولها آباؤنا .. تقول الحكاية : كان للرجل بستان نخيل يرعاه ويأكل منه , وذات مرة صعد كالعادة أعلى النخلة لـ ( يخرف ) أي يجني التمر : فجاءه عصفور يغرد يبحث عن تمرة يسد بها جوعه , فضحك الرجل وقال للعصفور : ( ارجع ترى عصفورها فيها ) ! ويقصد نفسه .. فأنقصفت ( عسبان ) النخلة تحت قدميه وسقط شر سقطه , وأصاب نفسه إصابات بالغة ! والحكايات كثيرة , فذاك رجل آخر كان له صديق غاب عنه مدة طويلة , وبعد أن جاء للسلام عليه سأله عن أولاده , فأشار إليه الرجل قائلا : ذاك ابني الذي يلعب مع العيال .. فلم يميزه صديقه : فقال أي واحد منهم ؟ فقال الرجل : ابني هذاك .. ( اللي مولع النور ) ! ويشير بذلك إلى سعة عيون ابنه وكبر حجمها فسقط الطفل من وقتها يصرخ من عينيه ! وكان العائن مشهورا قديما في قريته أو حيه , وقد يستعين به البعض لحل مشاكلهم وأزماتهم . وهؤلاء مجموعة من الحجاج في الطريق إلى مكة تعطلت بهم السيارة , ومعهم أحد العائنين , فمرت من جوارهم سيارة أخرى وطلبوا منهم المساعدة فرفضوا ومشوا تاركين هؤلاء وراءهم , فغضبوا وقالوا للعائن ( وقفهم يافلان ) فقال بثقة : أي شيء تريدونني أصيب ؟ العجلات الأمامية أم الخلفية ؟ إصابة خفيفة أم قوي ؟ فأستدار لأصحابه قائلا : ( والله ماتبعدون ها الأثلة ) والأثلة نوع من الشجر الصحراوي , وماهي إلا ثوانٍ حتى تعطلت سيارتهم ! وجاء آخرون أنقذوا أصحاب العائن , ومروا من أمام السيارة الأخرى شامتين ضاحكين .. والعجيب أن غالبية من يشتهر بالعين هم من كبار السن , فقد كانوا يجلسون في مكان ما من ساحة الحي القديم يسمى ( المشراق ) وهو مكان يسلط عليه شعاع الشمس لوقت طويل يجلسون فيه يراقبون الرائح والغادي , ويتناقلون الأحاديث والأخبار .. وهناك أيضا مكان مخصص لإطلاق قذائف العين !! وحكت لي والدتي عن وجود مجموعة من هؤلاء في قرية آبائها قديما , وقد أصابوا بقرة العائلة بعين لا فكاك منها , فهي بقرة حلوب وتلد كثيرا .. فما لبثت أن علقت المسكينة بباب الدار الخشبي الضيق وماتت هناك وهم يتحسرون عليها . وقصص العين كثيرة , فكم فرقت بين المحبين وكانت سببا في كثير من الأمراض والمشاكل , لكن الطريف منها نرويه على سبيل ( العظة ) أما المأساوي فندعو لأصحابه بالشفاء والسلامة .. ومن طريف مايروى أيضا .. رجل عائن كانت له زوجة جميلة .. وكان يحب النظر إليها , وهي تكره أن يستدعيها لغير حاجة , فيعطلها عن طبخ الطعام أو رعاية صغارها , فكان يناديها , ثم إذ أقبلت عليه أطلق عليها العين فأوقفها مكانها ليتأملها !! ثم تركها لشأنها !! ورغم ( خيالية القصة ) إلا أنها مضحكة وتدل على ميل طبيعي في البشر لتصديق الأشياء التي مثل العين من غيبيات لشغف النفس بها , وأيضا ارتباطها بالغرابة والمتعة . أحد المزارعين كان يستريح في حقله , وحوله دجاجته وفريخاتها الصغار يأكلون ويتفرقون هنا وهناك فأغار عليه من الجو فجأة ( حدأة ) وهي طير جارح كالصقر فألتقطت الدجاجة بين مخالبها وطارت .. فقفز المزارع صارخاً : ( اهب عليك ..! ( ويقصد بكلمة اهب الحسد ) أهب عليك أخذت الدلة وتركت الفناجيل ! ) وكأنه يصور الدجاجة بدلة القهوة وفريخاتها كالفناجين من حولها , فكان تشبيها مضحكا لكنه موفق , حيث لم تأخذ الحدأة فرخا صغيرا , بل دجاجة كاملة . الطريف أن الحدأة من قوة هذه القذيفة العينية ارتطمت بنخلة عالية وسقطت ميتة , ونجت الدجاجة من بين مخالبها , وعادت لفريخاتها سالمة .
| |
|
???? زائر
| موضوع: من قصص الأجداد ( 2 ) الأربعاء ديسمبر 08, 2010 4:28 am | |
| |
|