أيها الظالم قف !!
الإنسان من طبيعته النسيان ، لأنه لو تذكر ما الم به من آلام و أحزان ، و ما أحاطه من مكائد وشدائد لكره العيش ، وسئم الحياة .. إنما رحمة الله به جعلته يتذكر القريب..!! فإذا ضربه الزمن بأيامه ولياليه فان الأيام تنتهي ، والساعات تنقضي ، و الجروح تندمل ، والإحزان تنمحي ، ويشغل الإنسان بحاضره لكن هل ما ينساه الإنسان ينساه الملك الديان ؟ !! كلا ثم كلا !! وإنما الأمم أفرادا وجماعات تفعل ما تفعل ، وتترك ما تترك ، لكنها يوما ما ستقف أمام ربها ..!! وستواجه بما فعلت وستحاسب بما تركت " وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ "(الجاثية:28) ..!!وما يحدث في الأمة من موبقات إنما هي لعنات تمتد إلي أصحاب الأيدي ألاثمة ، والقلوب المظلمة ، والعقول المتاسلمة ..!! إنها موبقات مفجعة ..!! أموال تغتصب ، وإعراض تنتهك ، وحريات تصادر ، وإرادات تزور، وفتن تمرر...!! إنهم يحبون إشاعة الفاحشة في الذين امنوا ، يخططون لذلك ويعاونهم إبليس ويناصرهم كل خائن خسيس ..!! " إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ "(النور:19) إنهم يعشقون الفتن سواء في نواديهم النكراء ، أوعلي جرائدهم الصفراء ، أو في لياليهم الحمراء كما يسمونها ويطلقون عليها ..!! لذلك " إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ "(البروج:10) إرشادات الدين في طريق الظلم و الظالمين ..!!
هذه لوحات إرشادية وضعها الدين لكي يقلع الظالمين عن هذا الطريق الذي سلكوه ..!! أيها الظالم احذر أعمالك تستنسخ ..!! ألا يعلم هؤلاء أن الإنسان مراقب علي مدار اللحظة ..!! الطباعة الإلهية تنسخ ما يفعل ، وتسجل ما يترك حتى يوم العرض الأكبر" يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ "(الحاقة:18) لا جيوب ولا نتوءات..!! لا خزائن ولا حصالات ..!! لا صناديق ولا أوراق ..!! لا وساطات ولا وجاهات ، هناك ينطق ما سجلت ، ويخرج ما طبعت ..!! " هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ "(الجاثية:29) عملك ينسخ في آلة إلهية لا تضل ولا تنسي ، ويحفظ في مكان مأمون لا يتلف أ ولا يسرق ، ولا يصادر ، ولا يتغير بتغير المناخ من أعاصير أو رياح كلا ..!! وإنما.." فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ "(الزلزلة"7- .. وهذا تحذير من الذي إليه ترجع الأمور كيف ؟" يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ "(آل عمران:30) ..!! كيف ؟! ..." وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ "(يونس:61) لا ظلم ولا جور وإنما هناك العدل المطلق الذي قامت عليه السموات والأرض ..!! " إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً "(النساء:40) كيف ذلك ؟!! وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ "(الأنبياء:47) ورغم ذلك يكذبون ويجادلون ويلهيهم الأمل " وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ "(سبأ:3) أيها الظالم ضللت الطريق ..!! كلما مر عام عليك يجب أن يعلن فيك انك تقترب من قبرك وتقترب من آخرتك و وتقترب من ربك و تقترب من حسابك وتقترب من مصيرك ..!! تقترب من عملك الذي عملت .. الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما ..!! يقربان كل بعيد ، ويبليان كل جديد ، ويفلان كل حديد ..!! أنت بين يوم مشهود ويوم موعود فقدم لليومين واعمل للدارين ..!! اعمل لمعادك كما تعمل لمعاشك واعمل لأخرتك كما تعمل لدنياك ..!! الله عز وجل يقسم بأجزاء الوقت يقسم بالليل ويقسم بالنهار ، يقسم بالفجر ويقسم بالعصر ، والعظيم لا يقسم إلا بعظيم ، ولا يقسم الله عز وجل بشيء إلا ليلفتنا إليه ..!! يلفتنا إلي قيمة الوقت فلا يقتل ولا يضيع...!! يريد الله أن نستبين المؤمن من الكافر ، والجاحد من الشاكر ، والناسي من الذاكر والصادق من المنافق " َهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً "(الفرقان:62أيها الظالم عدل من وضعك إذا كنت احد هؤلاء ..!! :* الذين يسرقون أموال الناس ، وينهبون أقوات البشر ، ويدمرون عزائم الشعوب ، ويثبطون همم الشباب ، لتسعهم هذه الآيات " وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ* الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ* وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ* أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ* لِيَوْمٍ عَظِيمٍ* يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ* كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ* كِتَابٌ مَّرْقُومٌ* وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ"(المطففين :1-10) * الذين يتجرءون علي الغلول ويكذبون من اجل الوصول هذا مصيرهم " وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ "(الزمر:60)
* الذين يحاربون من اجل التملق وينافقون من اجل التسلق هذا مقرهم "إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً "(النساء:145)
* الذين يتعدون علي حقوق الآخرين و يغشون من اجل عرض الدنيا حرم الله عليهم الجنة
.. !! ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 5740 في صحيح الجامع
* الذين يتعاملون بالربا و يأكلون أموال الناس بالباطل لهم العذاب الأليم " وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً "(النساء:161)
بل ويقتلون أنفسهم بالبطيء " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً "(النساء:29)
* الذين يصدون عن سبيل الله ويكنزون نعم الله فبشرهم بانتقام الله " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ "(التوبة:34)
* الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما هذا طعامهم " إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً "(النساء:10)
* الذين يحاربون الله ورسوله بالإفساد في البلاد والعباد هذا جزاؤهم "إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ "(المائدة:33)
* الذين يتعدون علي الأبرياء، .يسرقون حقهم ، ويستمرؤن عذابهم ، و يستعذبون ظلمهم لهم إقامة دائمة في العذاب ..!! " وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ * وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ "(لشورى:44-45)
* الذين يصادرون حريات البشر ، و يزورون إرادات الشعوب أصابوا اللعنات لارتكابهم الكبائر ..!! عن أبي بكرة رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا الإشراك بالله وعقوق الوالدين وشهادة الزور ألا وشهادة الزور وقول الزور وكان متكئا فجلس فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت صحيح رواه البخاري ومسلم والترمذي
لكن هناك يوم لا ظلم فيه ولا جور ..!! "الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ "(غافر:17) نعم لا ظلم اليوم ..!! ، انه العدل المطلق ، انه يوم إعادة الحقوق لأصحابها ، العملة فيه ليست بالدرهم أو الدينار ، ليست بالجنيه أو الدولار ، إنما بالحسنات والسيئات: "فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ "الزلزلة7-8 ).قال الفضيل بن عياض رحمه الله لرجل مسن ينصحه : كم عمرك ؟ قال الرجل: ستون عاما ، قال منذ ستين عاما وأنت تسير إلي الله ، قال الرجل : إنا لله وإنا إليه راجعون ، قال الفضيل : من علم انه إلي الله راجع فليعلم انه بين يدي الله موقوف ، ومن علم انه بين يدي الله موقوف فليعلم انه بين يدي الله مسئول ، ومن علم انه بين يدي الله مسئول فليعد للسؤال جوابا، أيها الظالمأمامك منحدر خطير ..!!الإبعاد من لطف الله ، والحرمان من هداية الله ، والطرد من رحمة الله "وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ "(هود:44)..!!الانحراف في الدنيا والانزلاق في الآخرة والضلال عند السؤال" يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ "(إبراهيم:27) لا يزداد الظالم إلا دمارا و خسارا "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً "(الإسراء:82) ذلة ، وعذاب ...!! "وتري الظالمين لما رأوا العذاب يقولون هل إلي مرد من سبيل *وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا إِنَّ الظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ "(الشورى:45) لا يقبل منهم عذر ، ولا تنفعهم معذرة وإنما اللعن والسوء "يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ "(غافر:52) ليس لهم أصدقاء ، ولا أنصار ، ولا شفعاء "ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع"( غافر ) الظالم فقد حب الله ..!! " وَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ "(آل عمران:57)
أيها الظالم احذر الطريق .. أمامك تصوير .. أنت مراقب..!! : في طريق الظلم لا يشعر الظالم بظلمه ، بل يستمريء الظلم ويستعذب الجور مع انه مراقب علي مدار اللحظة ..!! منظور علي طول الطريق ..!! " وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ *مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء "(إبراهيم:42-43) انه معلوم لدي الذي بيده الأمر " وَلَن يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمينَ " (البقرة: 95)اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم . ( صحيح )أيها الظالم كيف لو مات المظلوم قبل أن ترد له حقه لا تظلمن إذا ما كنت مقتدرا فالظلم ترجع عقباه إلي الندم تنام عيناك والمظلوم منتبه يدعو عليك وعين الله لم تنم أيها الظالم ..!! هل أعددت الإجابة ؟ بماذا سترد ؟* إن قلت لم يصلني خبر ( إعلان ) ..أنت تقرأ يوميا في الصلاة سبعة عشر مرة :" مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ "(الفاتحة4 ).* إن قلت لم يصلني احد (محضر ) : "َقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ " (التوبة128).* إن قلت سأحضر دفاع ( محاميا ) :" اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً " (الإسراء14 ).* إن قلت سأحضر من يشهد (شهود) :" الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " (يس65) .." حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ " (فصلت21- 20 ).* إن قلت سنقدم فداء ( كفالة ): " يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَِ إلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ " (الشعراء88-89 ).* إن قلت سنراجع ( سنستأنف ): "مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ "(ق29 ).* إن قلت إلي أين ؟ (المصير) : إما " يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ " (ق30 ). وإما "وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ " ( ق31 ).اختر لنفسك مصير من ألان ، إما الجنة أبدا أو النار أبدا ، وبقدر ما تدفع هنا ستشتري هناك ، بقدر ما تنفق هنا ستتملك هناك " ِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ " (التوبة111 ).أيها الظالم قف... أمامك تفتيش!! كمين فيه أصفاد وقطران ونيران.. !! هذا للظالمين ولمن سار في ركابهم ..!! " وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ* وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ* وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ* فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ* يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ* وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ* سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ* لِيَجْزِي اللّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ* هَـذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُواْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ"( إبراهيم :44-52) ...هل هناك تعليق بعد هذا الإنذار شديد اللهجة عظيم المضمون ؟!..!! أيها الظالم أين الذين سبقوك علي الطريق الذي أنت فيه ..؟!! أين قارون ؟!! أين فرعون ؟! أين شارون ؟! أين هامان ؟! أين عاد ؟!! أين ثمود ؟!! "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ* إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ* الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ* وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ* وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ* الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ* فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ* فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ* إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ"( الفجر:6-14) ..! ! القوة العظمي تترصد لك ..!! تراقبك !! تمهلك !! لكنها لا تهملك ..!! فإذا أخذتك لن تفلتك ..!! عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله يملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته ثم قرأ "وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ "(هود:102)قال الشيخ الألباني : صحيحأيها الظالم لا أعذار و الاعتراف سيد الأدلة : هناك لا مجال لقبول معذرة من الظالمين " يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ "(غافر:52)أما آن لك أن تعترف الآن وترجع ..؟!! لأنك ستعترف حتما وغصبا بالحق يوم الحق ؟! " وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ "(الأعراف:44) .. نحن نؤمن بصدق القران ..!! هم صموا أذانهم فلم يسمعوا احد ..! والغوا عقولهم فلم يهتدوا الطريق باعترافهم هم...!! " وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ"( الملك : 10) لذلك لا إلي الابعدية اوطرة أو أبو زعبل ...!! أو إلي أي سجن وإنما إلي سعيرهم الذي صنعوه ..!! وسحقهم الذي كسبوه ..!! " فَاعْتَرَفُوا بِذَنبِهِمْ فَسُحْقاً لِّأَصْحَابِ السَّعِيرِ" الملك :11) أيها الظالم اقلع عن ظلمك : ارجع ولا تقل غير الحق وإلا ..!!" وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ باسطوها أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ "(الأنعام:93)..!! وبعد ذلك لعنات ...!! " وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أُوْلَـئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَـؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ "(هود:18)و استغاثات...!! " وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً "(الكهف:29)أيها الظالم قف الطريق مغلق أمامك !! غيره بالصحيح والتزم الجانب الأيمن: التزم طريق الله " وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ "(الأنعام153) حتى لا تعض علي يديك يوم الحسرة والندامة: ..!! كيف ؟! "وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً *يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً *لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولاً "(الفرقان:27-29)أيها الحبيب التائب .. الرادار هنا يزكي سرعتك ..! ! في الطرق الجديد السرعة ليس لها حد أقصي ..!! أسرع كما تشاء ..!!كيف ؟!! " وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ "(آل عمران: 133) حبيبي معك بنزين .. قصدي إيمان ..!! سابق ولا تخف الطريق محكم ورائع .." سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ "(الحديد:21)هيا بادر يا حبيبي عملك الصالح هنا أيضا مرصود ولن يضيع ..!! وفي أي زمان وفي أي مكان سيأتي بك الله فيجازيك علي عملك " وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "(البقرة:148)وبعد أيها الأحبة.. من باب..( انصر أخاك ظالما أو مظلوما قيل كيف أنصره ظالما قال تحجزه عن الظلم فإن ذلك نصره ).... (صحيح الألباني) انظر حديث رقم: 1502 في صحيح الجامع.هذه إرشادات استطعت بتوفيق الله أن أضعها في طريق الظلم والظالمين ولم يلاحقني احد ..!! ولم يصادرني احد ..!! ولم تصادر أي لوحة مني ..!! علي الأقل حتى الآن ...!! نسأل الله أن تجد آذانا صاغية وعيونا راعية وقلوبا واعية ...!! اللهم جنبنا الظلم وأهله ، وألزمنا العدل وأجره ، اللهم سَدِّدْ خُطانا إليك، شرِّفنا بالعمل لدِينك، ووفِّقنا للجهادِ في سبيلك، وغيِّر حالَنا لمرضاتك، امنحْنا التقوى، وأهدنا السبيل، وارزقنا الإلهامَ والرشاد، اللهمَّ ارزُقْنا الإخلاص في القوْل والعمل، ولا تجعلِ الدنيا أكبر همِّنا، ولا مبلغ عِلْمنا، وصلِّ اللهمَّ على سيدنا محمَّد وعلى أهله وصحْبه وسلِّم، والحمدُ لله ربِّ العالمين.